إنجاز كبير حققه المنتخب الوطني أمام إنجلترا في كأس العالم أحد المنتخبات المرشحة لنيل الكأس، فقد أبلى مبولحي، بوڤرة، حليش، عنتر، بلحاج، بودبوز والبقية البلاء الحسن وأمتعوا العالم وأدهشوه ليس بالتعادل فقط
بل كذلك بالأداء الراقي والعروض الجميلة أحسن من إنجلترا، كما لو أن التجربة لم تخن لاعبينا لكان الفوز للجزائر بكل استحقاق وجدارة.
دخل المنتخب الوطني من دون أي مركب نقص ووقف الند للند أمام نجوم إنجلترا وقد كانت محاولة مطمور في (د5) الذي فتح نحو بودبوز الذي لم يصل الكرة اللقطة التي أدخلت “الخضر” في المباراة، وبالمقابل أدخلت الشك في نفوس الإنجليز، حيث مع مرور الدقائق استحوذ زملاء زياني بنسبة أكبر على الكرة من خلال الانتشار الجيد لهم والتنظيم من الدفاع إلى الهجوم، إذ حاول بوڤرة أن يخادع جايمس بفتحة عالية في (د11) قبل أن يقوم “الخضر” بهجمة منسقة في (د19) لتصل الكرة إلى زياني الذي فتح في اتجاه يبدة إلا أن رأسية هذا الأخير انتهت بين أحضان الحارس الانجليزي. وبالرغم من محاولات أبناء كابيلو إلا أنها كانت تقص كلها أمام الجدار القوي لمنتخبنا بقيادة حليش، إلى غاية (د29) عندما صنع القائد جيرارد أول فرصة لفريقه بتسديدة قوية إلا أن مبولحي كان في المكان المناسب ليدخل هو كذلك في المباراة بعدما كان مرتبكا في بداية المواجهة. وثلاث دقائق فقط فرصة لجيرارد ينفرد لينول من الجهة اليمنى ثم يوزع لتصل الكرة إلى لامبارد الذي كان في وضعية جيدة للتسجيل داخل المنطقة، إلا أن مبولحي كان رائعا وتألق بسده قذفة لامبارد المحكمة في أخطر فرصة للانجليز في الشوط الأول، كما تراجع نوعا ما أداء “الخضر” في الربع ساعة الأخير من المرحلة الأولى وبالرغم من ذلك وفي هجمة معاكسة قادها زياني الذي توغل بالكرة إلى غاية خط الـ 18 مترا وفي وضعية سانحة يقذف لتخرج كرته بقليل عن القائم الأيسر للحارس. الدقائق الأخيرة لم تأت بالجديد باستثناء قذفتين ضعيفتين من باري وروني لم يجد مبلوحي صعوبة في الإمساك بهما ليفترق الفريقان في نهاية الشوط الأول بالتعادل الأبيض.
“الخضر” واصلوا لعبهم الرائع في المرحلة الثانية الذي أذهلوا به كل العالم ووقفوا الند للند أمام فريق كابيلو، بل كان منتخبنا الأفضل والأقرب إلى فتح باب التسجيل لولا نقص خبرة لاعبينا في مثل هذه المنافسة العالية المستوى، ففي 25 دقيقة الأولى من المرحلة الثانية سيطر الجانب التكتيكي وقلّت الفرص السانحة بسبب معركة بين سعدان وكابيلو، ولكن الخلل كان واضحا في وسط دفاع إنجلترا بدليل الخطأ المرتكب في (د65) ولكن لسوء حظ مطمور وصل متأخرا قبل الحارس جايمس وإلا لسجل الهدف قبل أن ينال التعب من رفقاء بوڤرة في 20 دقيقة الأخيرة في وقت رمى فيه الإنجليز بكل ثقلهم في الهجوم على غرار المحاولة الخطيرة من هيسكي في (د70)، لكن حليش كان قويا وتدخل لإبعاد الكرة إلى الركنية في الوقت المناسب. وقد تحمل دفاع منتخبنا عبء المباراة في الدقائق الأخيرة خاصة بعدما أشرك كابيلو ثلاثة مهاجمين ولعب كل أوراقه الرابحة الهجومية لتسجيل هدف على الأقل إلا أن دفاع “الخضر” كان قويا وصلبا فصعب على الإنجليز، فلا قذفة روني في (د72) والبديل دوفوي أتت بنتيجة مثلما هو حال لامبارد الذي مرت قذفته جانبية في (د87). في حين حصّن سعدان الدفاع بإشراك ڤديورة ومصباح وآخر فرصة للإنجليز كان وراءها البديل فيليبس الذي مرت قذفته فوق العارضة في (د91). وبعد دقيقتين يعلن الحكم نهاية المباراة بالتعادل الذي اعتبر بمثابة إنجاز كبير للجزائر وبطعم الانتصار وفرحة عارمة عند الجزائريين مقابل حسرة واضحة لدى جيرارد، لامبارد، تيري وبقية النجوم العالميين “اللي ما فهمو والو” أمام شبان الجزائر الذين يشاركون في “المونديال” لأول مرة في حياتهم.